السبت، 15 سبتمبر 2018

صبر نبي الله ايوب عليه السلام

أكمل المقال
ضرب الله عز وجل في كتابه العزيز مثلا بنبيِّه أيوب عليه الصلاة والسلام في الصبر على البلاء.

صبر نبي الله ايوب عليه السلام
صبر نبي الله ايوب عليه السلام

فقد أعطاه الله من المال والبنين الكثير، فأمّا البنون فقد أماتهم الله عز وجل، وأمّا الأموال فقد مُحِقَت حتى لم يبقى منها شيء، وأمّا جسد أيوب عليه السلام فقد ذهبت قوته، وأصابته البلايا والأمراض الشديدة حتى وصل به الحال إلى نفور الجميع عنه، وأمّا زوجته فصبرت، واحتسبت، وقامت على خدمته، فقد كانت تأتيه بالطعام من عملها، ثم تخلا الناس عننها وعن خدمتها خوفاً من عدوى المرض، فضاقت بها الحال حتى قامت ببيع ضفائر شعرها لشراء الطعام لنبي الله أيوب، فما كان منه إلا أن حلف عليها أن لا يذوق الطعام حتى تخبره من أين أتت بثمنه، فكشفت عن رأسها، فلمّا رآه حليقاً توجه إلى ربه قائلا "إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين"، لله دره! فقد دعا ربه بعد سنين طويلة، لم يرفع يديه لله فيها لصرف عنه السوء الذي أصابه ، استنكر على نفسه أن لا يصبر على بلاء الله عز وجل، فجاءه الفرج من الله بأن يضرب رجله بالأرض ،فأخرج له من الأرض ينبوعا اغتسل به وشرب منه، فأبدله الله المرض بالصحة والعافية ، وآتاه الله ضعف ما قد فقده، وجعل له مخرجاً ليوفي بنذره الذي نذره بأن يضرب إمرأته لبيعها شعرها.